اما الشخصية الثانية التى سوف نتحدث عنها اليوم والتى اخترتها لكم هى (مؤمن ال يس)
انه رجل بلغته الدعوة فاستجاب لها وهو رجل لايملك جاها ولاسلطانا ولم يكن فى عزة من قومة ولا منعة من عشيرته ولكنها العقيدة الحية العقيدة التي ملأت قلبه فتحولت مباشرة الى عمل واضح وجلي 0
ان العقيدة التى ملكت عليه كيانه حولته من مجرد فرد وحيد ضعيف الى شخص قوي ايجابى فهو لم يكلف بالدعوة من الله(كان فى وقته ثلاث رسل ) فما الذى دفعه الى حمل هذه الدعوة والوقوف امام الناس والتعرض لاذاهم وشرهم
كيف وقف امامهم ثابتا ؟ومن اين اتى بهذه الفصاحة وهو يتكلم عن الفطرة والرجوع الى الله تعالى انها الغقيدة الصحيحة التى ملات قلبه وملكت كيانه فيسالهم ويسأل نفسه (ومالي لااعبد الذى فطرنى واليه ترجعون )ثم القى بكلمة الايمان الواثقة (انىءامنت بربكم فاسمعون)
هل امهلوه بعد ذلك ؟ لا لم يمهلوه ولكنهم قتلوه وبعد ان قتلوه وانتقل الى العالم الاخر واطلع على ما ادخره له الله تعالى من كرامة وقيل له(ادخل الجنة )لم تنته القصة عند هذا الحد فقال مثلا الحمد لله الذى خلصنى منهم او اللهم انتقم لى منهم ابدا
بل قال (يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين)
ان اليقين الذى ملا قلبه جعله بعد ان -اطلع على ما اعده له ربه فى الجنة -يذكر قومه طيب القلب رضي النفس وتمنى لو يروه ويرون ما اعده الله له من الكرامة ليعرفوا الحق ويعودوا اليه فينالوا مثل ما نال من الكرامة
انها الايجابية التى حركته ودفعته فجعلته داعية الى الله وجعل الله من قصته قرآنا يتلى
انها شخصية ايجابية فى جميع احوالها
ما الذى حرك هذا الرجل وحرك غيره فتميزوا عن غيرهم ؟وما الذى ينقصنا لنكون مثلهم
انها اسألة تحتاج الى اجابه [/COLOR]